السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب خوف التلميذ من الامتحان
تعتبر فترة الاستعداد والتحضير للامتحانات من الفترات الصعبة على الطلبة، حيث يسود نوع من التوتر والضغط لنفسي لدى الطلبة، وينتاب الطالب أو التلميذ شعور بالخوف أثناء اقتراب موعد الامتحانات ويلزمه هذا الشعور إلى حين الإعلان عن النتائج النهائية في أغلب الحالات .
وتؤكد (نورا، ت) طالبة جامعية ''أن من أسباب خوف الطالب من الإمتحانات هو عدم تكافؤ الفرص أثناء وضعه لأنه هناك بعض الأساتذة يهيئون امتحانا في المتناول و آخرون يضعونه صعبا''، موضحة أنه أحيانا يتم وضع أسئلة لا علاقة لها بالدروس المقررة وهذا يسبب خوفا وقلقا لدى الطالب''. ورغم أن العديد من الطلبة يهيأ بشكل جيد، غير أن الخوف يظل، تضيف نورا، مسيطرا عليهم طيلة فترة الامتحانات.
ومن جانبه يعتبر (ص، ع)، تلميذ أن الخوف من الامتحانات مسألة طبيعية، وتعود بالأساس إلى التخوف من وضع أسئلة أو تمارين لم يسبق للتلميذ دراستها، مبرزا أن بعض التلاميذ فئتان فئة تستعد وتمتحن ومع ذلك يخالجه الخوف، وفئة لا تستعد وتعتمد على الغش ومع ذلك ينتابها الشعور بالخوف من أن يكشف أمرها ويكون مصيرها إجراء تأديبي.
ومن جهته اعتبر لحسن صابر، أستاذ متخصص في علم النفس، أن ''ظاهرة تخوف الطالب من الإمتحانات عادة قديمة لها بعد تاريخي، إذ لم تكن هناك إمكانيات معرفية ولغوية تمكن التلاميذ والطلبة من التعبير''، موضحا أن ''الامتحان الجهوي صار يأرق ويتعب الطالب، لأنه في وقت حصولهم على نتائج ضعيفة يصبح أمامهم عائق كبير لتعويض هذا النقص أثناء الإمتحان، مما يحدث لديهم شعورا بالخوف والإرتباك والقلق، فلا يستطيعون مواجهة هذه الامتحانات''. وأرجع صابر سبب خوف التلميذ أيضا إلى ''المستوى التعليمي المتدني في المغرب، بسبب كثرة المقررات وكثافة الدروس وصعوبتها، فهذا سبب لا يشجع الطالب على الاستمرارية في العلم''.
ويرى أستاذ علم النفس ''أن الظروف التي يوضع فيها الطالب في الامتحان غير طبيعية وغير صحية لا تمكنه من أن يدرس ويمتحن، في جو تسوده شروط الدراسة والتعليم''، إضافة إلى ''كثرة الغياب، وذلك لتسرب الملل في الدراسة و عدم وجود محفزات تحبب التحصيل العلمي ويؤدي بالتالي إلى عدم الإستعداد للإمتحان بشكل جيد لأن الدروس تتراكم عليه ويشعرالطالب بالإحباط والخوف من ولوج الامتحان''. وحول الحلول الممكنة لتخلص الطالب من هذا الخوف، قال لحسن صابر''لابد للمسؤولين أن يهتموا بالأمر وذلك بتوفير رقابة من البداية على نوعية المقررات والدروس الموضوعة والتي لابد أن تكون موضوعية وتتلائم واهتمامات الطالب''.
ودعا المتحدث نفسه إلى ''تحسيس الطالب بأهمية الامتحانات''، مناشدا ''المسؤولين بتغيير السياسة التعليمية الموضوعة''، محملا إياهم مسؤولية الخوف الذي يشعر به الطالب والفشل الذي يلحق به ''.
وأكد صابر على دور التوجيه الذي اعتبره ''دورا مهما وأساسيا في حياة الطالب الدراسية من حيث الإختيار السليم للشعبة المراد دراستها كي لايكون هناك خوف أثناء ولوج الإمتحان لأن الطالب يكون قد اختار شيئا يحبه وبالتالي لن يكون هناك تخوف من الامتحان فيه''.