بعد إصراره على عرض فيلمه المسئ للقرآن الكريم
مطالبة المتطرف الهولندي فيلدرز بمغادرة البلاد خوفا على حياته
محيط - وكالات
فيلدرز
لاهاي: يبدو ان الحكومة الهولندية فشلت في إقناع زعيم حزب الحرية المتطرف جيريت فيلدرز بالتراجع عن عزمه عرض فيلم مسيء لمشاعر المسلمين عن القرآن الكريم الذي يصفه بالكتاب الفاشي والمرعب.
ونظراً لأن الدستور الهولندي يعتبر حرية التعبير مقدسة، فقد عجزت الحكومة الهولندية عن إقناع فيلدرز بالتراجع في محاولات سابقة، كما أن أغلبية الشعب الهولندي ترفض عرض الفيلم، وترى أن نتائجه ستكون كارثية على المجتمع الهولندي والمصالح الهولندية في الخارج.
وحرصت الحكومة الهولندية على احاطة سفاراتها في الدول الاسلامية علما بآخر تطورات الفيلم المسمى "كشف الإسلام" وما يحيط به من جدل. وقال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكند الأسبوع الماضي إن الحكومة تستعد لردود الفعل المحتملة على الفيلم سواء في هولندا أو في أرجاء العالم.
فيلدرز غير مرغوب بتواجده في هولندا
في هذه الأثناء، طالب المنسق القومي لشؤون مكافحة الإرهاب في هولندا توجيبي جوسترا، فيلدرز بضرورة مغادرة البلاد، والاختفاء في مكان آمن، وذلك مع عرض فيلمه المهين للقرآن الكريم، والمقرر عرضه نهاية الشهر الجاري.
وكان فيلدرز شبه في تصريحات سابقة له القرآن الكريم بـ"كتاب كفاحي فاشي" لهتلر، وذكر أن الأجدر بالمسلمين أن يتخلوا عنه، أو يحذفوا كل الآيات التي تحض على القتل والكراهية، "حتى يصبح كتيباً يشبه إلى حد ما قصص الأطفال"، على حد ما ورد في افتراءات هذا المتطرف الهولندي.
وقال جوسترا في اجتماع غير معلن مع فيلدرز تسربت تفاصيله أمس في لاهاي، إن وجوده في هولندا في الفترة المقبلة، سيشكل خطرا كبيرا على حياته وعلى المجتمع الهولندي وسيجر على البلاد موجات من التطرف والإرهاب، وعليه الابتعاد في مكان لا يعرفه أحد خارج هولندا، حتى يتم امتصاص ردود الأفعال الغاضبة حول الفيلم، وتجنيب البلاد كارثة مرتقبة.
ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن مصادر أمنية في لاهاي قولها، إن طلب جوسترا رغم كونه غير رسمي، إلا أنه يشبه النفي الطوعي لفيلدرز، ويعني أنه شخص غير مرغوب به في البلاد، رغم كونه مواطنا هولندي الأصل، لأنه سيجر البلاد إلى مصير مجهول.
وأكد المصدر أن فيلدرز لم يستقبل مطلب جوسترا بقبول حسن، وقال له "لو أنتجت فيلما وذكرت فيه أن الإنجيل كتاب فاشي، لن يطالبني أحد بمغادرة البلاد ولا ثارت ردود الأفعال هذه"، غير أنه وفقا للمصدر من المرجح أن يستجيب لهذا الطلب، وتوجد أمامه عدة خيارات لمغادرة البلاد منها التوجه إلى أمريكا، للحاق بسابقته البرلمانية الهولندية المستقيلة حيرزي علي، والتي سبقته بإهانة الإسلام، وتم سحب جواز سفرها الهولندي، ورحلت في عام 2006 لتعمل بأمريكا.
وتتحسب الحكومة الهولندية لردود أفعال عنيفة بسبب الفيلم الذي ينتقد القرآن ويصفه بالفاشية، رغم ذلك أكد رئيس الوزراء قبل أيام أنه لن يطالب فيلدرز بمنع عرض الفيلم احتراما لحرية الرأي.
ويقول مراقبون إن الفيلم الذي ينتجه فيلدرز، سيكون تكملة لفيلم "الخضوع" الذي أخرجه المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان خوخ ، والذي وردت فيه مشاهد أجساد نساء عاريات، كتبت عليها آيات قرآنية، وبعد عرضه في التلفزيون بثلاثة أشهر استطاع شاب مغربي يدعى محمد بوييري أن يقتله، وحكم على بوييري بالسجن المؤبد، لكنه تقبل الحكم بهدوء لأنه جاء نتيجة دفاعه عن الإسلام.
تصريحات المتطرف فيلدرز
دأب زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز على مهاجمة الإسلام والمسلمين، حيق قال في تصريحات نشرت له مؤخرا: إن "الإسلام لا يستحق الاحترام، بل تجب محاربته بوصفه إيديولوجية فاشية غير متسامحة"، على حد زعمه، منتقدا البيان الذي يدعو إلى احترام المسلمين والتسامح معهم، الذي وقعه عدد من الشخصيات الهولندية البارزة، ونشر في صحيفة (تليخراف) الهولندية، واصفا إياه بـ "عمل حمقى سذج"، كما انتقد غير المسلمين الذين يتعاطفون مع المسلمين ويقدمون مصالحهم.
كما لم يسلم النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من لسان هذا السياسي الهولندي الموتور، حيث وصفه عليه السلام بـ "الرجل الفظيع"، وتمنى لو يرمي بكتاب الله العزيز في القمامة، على حد ما ورد في بعض التصريحات الكثيرة المسيئة التي تبرز أحقاد هذا السياسي الهولندي تجاه الإسلام والمسلمين.
وكان فيلدرز قد طالب بإصدار قرار حكومي بحظر القرآن الكريم ومصادرة تداوله أو بيع المصاحف على الأراضي الهولندية. وقال "إن هذا الكتاب (المصحف الشريف) كان يجب حظر تداوله أو ترويجه في هولندا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لأنه كتاب فاشي ذو تعاليم فاشية".
وتمادى فيلدرز في تطرفه قائلا "يجب منع تداول القرآن أو قراءته في المساجد والمنازل، ومن يضبط بحوزته القرآن يجب أن تتم معاقبته، فمصادرته ستكون علامة وإشارة هولندية لرفض العنف بين المسلمين".
وكان هذا العنصري قد زعم بأن فيلمه الذي يصر على اذاعته نهاية الشهر الجاري، سيكشف "كيف يحض القرآن على التعصب ضد النساء والمثليين وكيف يستغله المتشددون للتحريض على العنف"، وقال فيلدرز إنه سيسعى لعرض فيلمه، الذي لن يتجاوز زمن عرضه 10 دقائق، عبر إحدى القنوات التليفزيونية، وفي حالة رفض عرضه فسوف يبثه عبر شبكة الانترنت.