"هو ذا شعب مقبل من أرض الشمال ، وأمَّة عظيمة ناهضة من أقاصي الأرض ، قابضون على القوس ، والحربة ، صوتهم كهدير البحر ، وعلى الخيل راكبون مصطفون كرجل واحد للمعركة ضدَّك يا بنت صهيون " سفـرأرمياء 6 : 22، 23
" أسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب ، وقضاة بيت إسرائيل الذين يكرهون الحق ، ويعوِّجون كلَّ مستقيم الذين يبنون صهيون بالدماء ، وأورشليم بالظلم ، رؤساؤها يقضون بالرشوة ، وكهنتها يعملون بالأجرة " سفر ميخا 3 : 9ـ 11
"إنّ نهاية المشروع الصهيوني على عتبات أبوابنا ،وهناك فرصة حقيقية لأن يكون جيلنا آخر جيل صهيوني " أبراهام بورج ، يديعوت أحرونوت، 29أغسطس/ آب 2003
الأمة العظيمة الناهضة من أقاصي الأرض ، القابضون على القوس ، والحربة ، المصطفُّون كرجل واحد للمعركة ، التي ستُنهي المشروع الصهيوني ، هم أمَّة محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم ، التي أنهضها الجهاد في هذا العصـر ، وفشلت جميع المحاولات لإجهاض روحه ، وتشويه صورته في أمّتنـا .
والحركات الجهادية الممتدة من أقاصي الأرض حول بيت الله محسود ، وكلِّ الحركات الجهادية في باكستان ، مرورا بعقر دار الجهاد ، وقلعة العـزِّ أفغانسـتان ، تحت قيادة الملا عمر البشتوني ، وإلى أسود أفريقيا في الصومال إلى حدود أثيوبيا ، وتلك الناشرة ألويتها الماجـدة في أرض الرافدين ، بجميع فصائل الجهاد والمقاومة.
ثـم رأس حربة الجهاد الإسلامي ، تلك المعتزة بالله في غـزِّة ، وبيت المقدس ، المدافعون عن مهاجر الأنبياء ، ومسرى خاتمهم صلى الله عليه وسلم ، أبطال الأرض المقدَّسـة ، المواجهون لنواة المكر الصهيوصليبي على أمِّتنا في عقـر داره .
أولئـك هـم القابضون على القوس والحربة ، المصطفُّـون لمعركة الإسلام ، الثابتون ثبات الجبال الرواسي ، إذ كانوا هم الرافضين لروح الهزيمة ، ومشاريع الإنبطاح ،ولنهج الإلتـواء عن الثوابت ، وثقافة المداهنة .
وهم الذين سيُنْهـون (العالياه) ، و(العالياه ) هي الإسم العبري لعلوِّ اليهود في أرض فلسطين ، إذْ يحلـو لهم إطـلاقــه على الإستيطان اليهودي بالهجرة إليها .
وهم ـ إن شاء الله تعالى ـ الداخلـون المعنيُّون بقوله تعالى : ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوَّل مرَّة ، وليتبِّروا ما علوْا تتْبيرا ) ، وعلوِّ اليهود ، هو (العالياه).
أي سيدخلون المسجد الأقصى فاتحين ، كالدخول الإسلامي الأوّل في عهد الخلافة ، وسيدمِّرون علوّ اليهود تدميرا .
وهذا الذي استظهـره فضيلة شيخنا الشيخ عمر الأشقر ، في كتاب سيصدر قريبا عن الصراع مع اليهود ، كما حدثنا في مؤتمر لجنة مقاومة العدوان المنعقد قبل شهرين في استنبول ، عـن غـزَّة .
أو هم المقصودون بقوله تعالى بعد هذه الآية : ( وإن عدتم عدنا ) ، أيْ إن عدتم أيها اليهود إلى العلوّ ، فسنعود عليكم بجنود يدمِّرونكـم ، وهم أمة محمِّد صلى الله عليه وسلم ، فالآيتان ترجعان إلى معنى واحـد .
تماما كما قال رئيس مجلس السامرة الإقليمي في مشادة مع شارون : ( إن هذا الطريق ، هو نهاية المستوطنات ، إنه نهاية إسرائيل )هآرتس 17/1/2002
ولاريب أن كلَّ متابع لما يجري في الكيان الصهيوني ، يشهد أنه يعيش أزمة خانقة ، وما صعود ما يسمى اليمين المتطرف ـ وكلهم متطرف في الخبث ـ إلاَّ ثمرة لهذه الأزمـة ، وأن الصهاينة في حالة صدمة ، منذ هزيمتهم في حرب الفرقـان الماضية في غـزَّة .
لاسيما بعد السقوط المخزي لحرب عصابة بوش الصليبية على عتبات الجهاد العراقي ، وإن الصليبية الغربية لموعودة ـ بإذن الله ـ بمستنقع أشـد وطأة عليها في أفغانسـتان ،
ذلك أنَّ الأمر كما قال المفكر العملاق عبدالوهاب المسيري رحمه الله : ( ومما يعمق من هاجس النهاية أن الوجدان الغربي ، والصهيوني ، يوحد من البداية بين المشروع الصليبي ، والمشروع الصهيوني ويقرن بينهما، فلويد جورج رئيس الوزارة البريطانية التي أصدرت وعد بلفور، صرح بأن الجنرال اللنبي الذي قاد القوات الإنجليزية التي احتلت فلسطين ، شنَّ وربح آخر الحملات الصليبية وأعظمها انتصاراً ) !
ويصف الكاتب المشهور في " يديعوت أحرنوت " أعنـي إيتان هابر كيف أن روح الإصرار على استرجاع الحق تعني النصر ، واليأس هـو الذي سيهزم الكيان فيقول : ( إن جيش الحفاة في فيتنام الشمالية قد هزم المسلحين بأحدث الوسائل القتالية ، ويكمن السر في أنَّ الروح هي التي دفعت المقاتلين ، وقادتهم إلى الانتصار ، الروح تعنى المعنويات ، والتصميم ، والوعي بعدالة النهج ، والإحساس بعدم وجود خيار آخر ، وهو ما تفتقده إسرائيل التي يكتنفها اليأس ) يديعوت أحرونوت11نوفمبر2001
والخلاصة : أن استعار الإستيطان ، وتهويد القدس ، لا يعني سوى اقتراب المشروع الصهيوني من نهايته بإذن الله .
غير أنَّ ذلك مشروط بالوعي بعدالة جهادنا ، والثبات عليه ، وأنه لاخيار آخر أمامنـا سوى الثبات عليه ، واليقين بأنَّ نهايته لايمكن أن تكون إلاَّ انتصار الحقِّ ، وإلحاق الهزيمـة بالباطل ، وجنده .
فيا أيها السالكون نهج الجهاد ، اثبتوا ، واصبروا ، وصابروا ، واعلموا أن نصر الصابرين على الحق ِّمعجل لهم إذ هو صبرهم ، وهو قائدهم إلى الفتـح ، وأن هزيمة المتخاذلين لاتغير من الأمر شيئا ، وإنما جعلها الله ليميز الخبيث من الطيب ، والصادقين من الكاذبين .
قال تعالى : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
أي ما كان الله تعالى ليطلعكم على ما غاب في القلوب ، ولكن يعقد المحنة ، لكي يتميز الناس ، فيظهر ما في قلوبهم على أعمالهم ، فتميزون حينئذ بين المؤمن الصابر ، والمنافق الفاجر.
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الثبات في الأمر ، و العزيمة على الرشد ، وأن يجعلنا من جنود الحـق ، ويرزقنا الشهادة في سبيله آمين؟